Senin, 16 Januari 2017

FITNAH HARTA BENDA



Harta benda bisa membawa kebaikan juga bisa membawa keburukan

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه مقالة جديدة لشيخنا أبي عبد الله حمزة النايلي (وفقه الله) ، نسأل الله أن ينفعنا جميعا بها.



احذروا من فتنة المال

الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين،نبينا محمد و على آله،وصحبه أجمعين.
أما بعد:
لقد بين نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم لأمته كل ما ينفعها ،وحذرها من كل فتنة تضرها وتجعلها تنشغل بالعاجل الفاني عن الآجل الباقي،ومن ذلك فتنة عظيمة تميل إليها القلوب،وتحبها النفوس، كان الانشغال الزائد بها من أسباب التفريق بين الأرحام وقطع المحبة بين كثير من الناس والوئام،فتنة أوقعت بين الكثير العداوة والبغضاء،وجعلت أصحابها في محنة وشقاء بعد أن كانوا في طمأنينة وسعادة وهناء،ألا وهي فتنة المال،يقول صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً،وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ". رواه الترمذي (2336)من حديث كعب بن عياض –رضي الله عنه-وصححه الشيخ الألباني –رحمه الله-.
قال المناوي –رحمه الله-:"أي: الالتهاء به لأنه يشغل البال عن القيام بالطاعة ويُنسي الآخرة".فيض القدير (2/507)
قال صلى الله عليه وسلم:"فَوَ اللَّهِ لَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ،وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كما بُسِطَتْ على من كان قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كما تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كما أَهْلَكَتْهُمْ". رواه البخاري (2988) واللفظ له ومسلم (2961) من حديث عمرو بن عوف –رضي الله عنه-.
يقول الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله-:"لما كان الناس إلى الفقر أقرب،كانوا لله أتقى وأخشع وأخشى،ولما كَثُر المال؛ كثُر الإعراض عن سبيل الله،وحصل الطغيان،وصار الإنسان الآن يتشوف لزهرة الدنيا وزينتها ...سيارة، بيت، فرش، لباس، يباهي الناس بهذا كله، ويعرض عما ينفعه في الآخرة، وصارت الجرائد والصحف وما أشبهها لا تتكلم إلا بالرفاهية وما يتعلق بالدنيا،وأعرضوا عن الآخرة، وفسد الناس إلا من شاء الله،فالحاصل أن الدنيا إذا فتحت- نسأل الله أن يقينا وإياكم شرها - أنها تجلب شرًّاً وتُطغي الإنسان".شرح رياض الصالحين(3/361)
أيها الأحبة لا شك و لا ريب أن المال في هذه الدنيا هو عصب الحياة يستعان به على تحقيق المصالح وجلب المنافع في الدنيا كالإنفاق على النفس وعلى الأسرة والاستغناء عن سؤال الناس وإنفاقه في وجوه الخير التي بعون الله تنفع في الآخرة، فمن كان هذا قصده راعى في ماله حق خالقه سبحانه وحق العباد،وجعله وسيلة يستعين به على فعل الطاعات،والازدياد من الخيرات فكان ثمرة ذلك النجاح والفلاح بإذن الله،قال صلى الله عليه وسلم:"نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحُ لِلْمَرْءِ-وفي رواية(العبد)-الصَّالِحِ ".رواه الإمام أحمد في المسند (4/197)من حديث عمرو بن العاص –رضي الله عنه- ،وصححه الشيخ الألباني -رحمه الله- في مشكاة المصابيح (3756)
قال الملا علي قاري –رحمه الله-:" (المرء الصالح )وهو من يراعي حق الله وحق عباده ".مرقاة المفاتيح ( 7 / 296)
وأما من ساء قصده فمال عن المشروع وصار همه من جمع المال ممنوع!، كالمباهاة والتعالي على الخلق ومنع الحقوق! والإنفاق في المعاصي والمحرمات فقد باء بالخسران والحرمان!
يقول ابن الجوزي –رحمه الله- :" وأما من قصد جمعه والاستكثار منه من الحلال نظرنا في مقصوده، فإن قصد نفس المفاخرة والمباهاة فبئس المقصود، وإن قصد إعفاف نفسه وعائلته وادخر لحوادث زمانه وزمانهم وقصد التوسعة على الإخوان و إغناء الفقراء وفعل المصالح أثيب على قصده".تلبيس إبليس (ص 221)
أيها الأحبة الكرام إن الله جل جلاله خلقنا في هذه الدنيا الفانية لمقصود أعظم ألا وهو عبادته سبحانه وحده لا شريك له، قال تعالى:(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)[الذاريات:56]
قال الإمام النووي -رحمه الله-:"وهذا تصريح بأنهم خلقوا للعبادة فحق عليهم الاعتناء بما خلقوا له والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة، فإنها دار نفاد لا محل إخلاد، ومركب عبور لا منزل حبور، ومشروع انفصام لا موطن دوام، فلهذا كان الأيقاظ من أهلها هم العباد، وأعقل الناس فيها هم الزهاد".رياض الصالحين(ص3) 
وقال الإمام ابن القيم-رحمه الله-:"فأخبر أنه لم يخلق الجن والإنس لحاجة منه إليهم، ولا ليربح عليهم، لكن خلقهم جودا وإحسانا ليعبدوه فيربحوا هم عليه كل الأرباح".طريق الهجرتين ( ص222)
فلنحذر إذا أشد الحذر من أن يكون همنا وغايتنا اللهث وراء تحصيل المال الزائل،فإن هذا الحرص مذموم ، وهذا السعي منبوذ، قال صلى الله عليه وسلم:"لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا، ولا يَمْلَأُ جَوْفَ ابن آدَمَ إلا التراب وَيَتُوبُ الله على من تاب ".رواه البخاري(6075) ومسلم(1048)واللفظ له من حديث أنس –رضي الله عنه-
قال الإمام النووي–رحمه الله-:"فيه ذم الحرص على الدنيا وحب المكاثرة بها والرغبة فيها،ومعنى(لا يملأ جوفه إلا التراب): أنه لا يزال حريصا على الدنيا حتى يموت ويمتلئ جوفه من تراب قبره". الشرح على صحيح مسلم (7/139).
وعلى المسلم أن يلزم القناعة إذا أراد نيل السعادة ،ويرضى بما كتب الله تعالى له، ويُسلم بما قُسم له،ويشكر الله جل جلاله على ما رزقه ويسأله المزيد من فضله ، قال صلى الله عليه وسلم "كن ورعا تكن أعبد الناس،وكن قنعا تكن أشكر الناس...". رواه ابن ماجة(4217)من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- وصححه الشيخ الألباني-رحمه الله-
قال المناوي-رحمه الله-:"لأن العبد إذا قنع بما أعطاه الله رضي بما قسم له وإذا رضي شكر فزاده الله من فضله جزاء لشكره وكلما زاد شكرا ازداد فضلا".فيض القدير( 5/52)
وعليه أن يتحرى الحلال في كسبه ويبتعد عن المحرمات ويتقي الشبهات فإنه يوم القيامة سيقف أمام خالقه سبحانه وسيسأل عن ماله ، قال صلى الله عليه وسلم: " لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يوم الْقِيَامَةِ حتى يُسْأَلَ، عن عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ من أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أبلاه".رواه الترمذي (2417)من حديث أبي برزة الأسلمي-رضي الله عنه-،وصححه الشيخ الألباني –رحمه الله-.
فعلينا جميعا أيها الأفاضل أن نحمد الله جل جلاله على الصحة والعافية،و أن نشكره على ما رزقنا، ونرضى بما قسمه لنا، ونحرص دائما على الكسب الحلال وبذل المال فيما ينفع في الدنيا والآخرة، ونبتعد عن الكسب الحرام وتضييع المال فيما يضر،ونجتنب الشبهات مهما كانت،فكل ما نفعله سيكتب في صحيفة أعمالنا،وسنسأل عنه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم،ولنعلم أن المال يُقبل ويُدبر فكم من غني صار فقيرا،وكم من فقير صار غنيا، والله جل وعلا هو المعطي و المانع.
فالله أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يكفينا بحلاله عن حرامه وبفضله عما سواه،فهو سبحانه قدير و بالإجابة جدير.

وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أبو عبد الله حمزة النايلي

0 komentar:

Posting Komentar

www.lowongankerjababysitter.com www.lowongankerjapembanturumahtangga.com www.lowonganperawatlansia.com www.lowonganperawatlansia.com www.yayasanperawatlansia.com www.penyalurpembanturumahtanggaku.com www.bajubatikmodernku.com www.bestdaytradingstrategyy.com www.paketpernikahanmurahjakarta.com www.paketweddingorganizerjakarta.com www.undanganpernikahanunikmurah.com